من حياة العارفين بالله ( بشر الحافى )

من حياة العارفين بالله

( بشر الحافى )

حكى أن بشرا الحافى رضى الله عنه كان فى زمن لهوه فى داره وعنده ندماؤه " أصحابه " يشربون وبطرون فاجتاز بهم رجل من الصالحين فدق الباب فخرجت إليه الجارية فقال لها صاحب هذه الدار حر أم عبد قالت بل حر قال صدقتِ لو كان عبدا لاستعمل آداب العبودية وترك اللهو والطرب فسمع بشر محاورته لها فسارع إلى الباب حافيا حاسرا وقد ولى الرجل فقال للجارية :-
ويحكِ من كلمكِ ؟ فأخبرته .
بما قال فتبعه بشر حتى لحق به .
فقال ياسيدى أنت الذى وقفت بالباب وخاطبت الجارية ؟
قال نعم .
قال أعد على الكلام فأعادهُ عليه فمرغ بشر خديه على الأرض وقال بل عبد عبد عبد !!!
ثم هام على وجهه حافيا حاسرا حتى عرف بالحافى فقيل له لم لا تلبس نعلين ؟
فقال لأنى ماصالحنى مولاى إلا وأنا حافٍ فلا أزول عن هذه الحال حتى أموت ( رضى الله عنه ) .
وقيل قالت له يوما بعض البنات الصغيرات لو اشتريت نعلين بدانفين ( الدانق نوع من العملة ) لذهب أسم الحافى عنك ؟ فأبى . رضى الله تعالى عنه ( آمين ) .

فسبحـــان من أبدى جميل جماله ... على عبده لطفا وجودَ جوادِ
وأخفى المساوئَ والعيوبَ تكرماً ... وحلماً - تعالى - سائرَ العُبَّادِ

تعليق الشيخ :-
أنظر أيها الحبيب رعاك الله كم غيرت كلمة حياة رجل يعيش فى زمن لهو وعبث وفجور ومعه أصحاب يشربون ويطربون يمر بهم عبد صالح فيقول هل صاحب الدار حر أم عبد ؟
فتقول الجارية بل حر .
فيقول الرجل الصالح لو كان عبدا لأستعمل أداب العبودية وترك اللهو والطرب .
فتترك الكلمة فى قلبه أثراً عميقا فيترك اللهو والعبث ويصطلح مع الله ويعود إليه تائبا ويصبح من الأولياء العابدين والعارفين المخلصين جعلنى الله وإياك منهم .

يا رب :-

يارب قطرة من فيض جودك تملأ الأرض رِيَّا ... ونظرة بعين رضاك تجعل العاصى وليا

اللهم اجعلنا هداة مهديين وسببا فى هداية خلقك يا رب العالمين .