عمر والأعرابى
بلغ من خشية عمر لله وشدة خوفه من الله تعالى بمحاسبته لنفسه : أنه كان رضى الله عنه .
يقول : أكثروا من ذكر النار , فإن حرها شديد وقعرها بعيد , ومقامها حديد .
وجاء ذات يوم أعرابى فوقف عنده وقال :-
ياعمر الخير جزيت الجنَّه ... أكسُ بنياتى وأمهنَّه
وكن لنا من الزمان جنَّـــه ... أقســم بالله لتفعلنَّـه
قال عمر :- فإن لم أفعل ماذا يكون يا أعرابى ؟
قال :-
إذن أبا حفص لأذهبنَّه ... أقسم أنَّى أمضينَّه
قال :- فإن مضيت ماذا يكون يا أعرابى ؟
قال :-
والله عن حالــى لتسألنَّـه ... يوم تكون الأعطيات هنَّه
والواقف المسؤل بينهنَّه ... ثم تكون المساءلات ثمَّــه
إمَّا إلــــى نار وإمَّا إلــــى جنَّه
فبكى عمر حتى اخضلَّت لحيته بدموعه ثم قال :- يا غلام أعطه قميصى هذا لذلك اليوم لا لشعره , والله ما أملك قميصا غيره . تعليق :- لقد قضى عمر للأعرابى حاجته ثم بلغ من شدة تأثره أن أعطاه القميص الذى لا يملك غيره خوفا من يوم الجزاء والحساب .آهٍ ياعمر .حاكم الأرض العادل فى زمانه لم تظلم أحداً.قال فيك نبيك صلى الله عليه وسلم :- ( لو كان نبيا بعدى لكان عمر ) . لاتملك إلا قميصا واحداً ؟ واخجلاه !!! وياخجل من لم يعدل ويعرف للرعية حقوقها ! .