(( وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ ))

أبلغ عبارة ذكرت فى النفاق والمنافقين . ولقد حذرنا الله من النفاق ذلك الشر المستطير والخطر الكبير على الأمة وحذرنا من المنافقين ومن كيدهم وذكرهم الله فى ثلاث عشرة آية فى أول سورة البقرة وذكرهم فى سورة النساء وتوعدهم بالدرك الأسفل من النار وذكرهم فى سورة بأكملها من القرآن الكريم هى سورة المنافقون ومع ذلك صرنا فريسة لهم وأصبحنا هدفا ونهبا لشرورهم وظهروا فى صور متعددة وتنوعت وجوههم القبيحة تعرف الأمة منهم بعض الحكام والقضاة وأزلام الإعلام وحتى علماء السوء وخطباء الفتنة الذين غيروا وبدلوا وأدخلوا السموم فى عقول الكثير من الناس حتى صدقوهم فاختلت الموازين وانقلبت الأوضاع وصار الباطل حقا وأضحى الحق باطلا وضاعت القيم وفسدت الأخلاق وسكت الناس عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ويوشك أن يعمنا الله بعذاب من عنده - سلم يارب - وهاأنذا أحيلكم إلى وصية غالية للإمام على رضى الله عنه جاء فيها (( أوصيكم عباد الله بتقوى الله ، وأحذر كم أهل النفاق ، فإنهم الضالون المضلون ، والزالون المزلون ،يتلونون ألوانا ، ويفتنون إفتنانا ، ويعمدونكم بكل عماد ، ويرصدونكم لكل مرصاد ، قلوبهم دوية وصفاحهم نقية. يمشون الخفاء ، ويدبون الضراء ، وصفهم دواء ، وقولهم شفاء ، وفعلهم الداء العياء ، حسدة الرخاء ، ومؤكدو البلاء ، ومقنطو الرجاء ، لهم بكل طريق صريع ، وإلى كل قلب شفيع ، ولكل شجو دموع . يتقارضون الثمار ، ويتراقبون الجزاء : إن سألوا ألحفوا ، وإن عذلوا كشفوا ،وإن حكموا أسرفوا . قد أعدوا لكل حق باطلا ، ولكن قائم مائلا ، ولكن حى قاتلا ، ولكل باب مفتاحا ، ولكل ليل مصباحا يتوصلون إلى الطمع باليأس ليقوموا به أسواقهم ، وينفقوا به أعلاقهم : يقولون فيشبهون ، ويصفون فيموهون ، قد هونوا الطريق ، وأضلعوا ألمضيق ،فهم لمة الشيطان ، وحمة النيران : ( أولئك حزب الشيطان ، ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ))) .
هذه يا أبناء الأمة وصية غالية نحتاج إلي فهمها لنعلن الحرب على النفاق والمنافقين وقد قال الله للنبى - صلى الله عليه وسلم : (( ... هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )) ، فاللهم غضبة لك ولدينك . نعوذ بك من شرورهم ونجعلك فى نحورهم فاخذلهم وانصرنا عليهم .

إعداد : الشيخ شحاته

كتبه : أيمن شحاته