الصوم والنفس المطمئنة
قال الله تعالى : (( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )) .
نزلت الشريعة الإسلامية منطوبة على المبادئ السامية , شاملة المسائل الروحية العليا , منظمة الصلات والمعاملات التى تصلح من علاقة الإنسان بربه , ومن علاقته بأخيه الإنسان وحتى تنتظم الحياة البشرية وتضيط ضبطا مستقيما لا عوج فيه , يكفل الراحة النفسية والسعادة المادية والاستفرار فى الحياة.
وقد نبه القرآن أذهان البشر إلى السنن الكونية ودعاها إلى التفكير فيها حتى إذا ما شعر الإنسان بقصور عقله عن إدراك أسرار الكون آمن بقدرة الخالق عز وجل وشكره على ما خلق له من نعم .
لقد فرض الله علينا العبادات من صلاة وزكاة وصوم وحج لتتطهر النفوس من أدران الرذيلة وتبتعد عما يوقعها فى الشر وتتخلق بالخلق الكريم وتهتدى إلى الخير فيقف الإنسان أمام الله مؤديا صلاته دافعا زكاته , واصلا صومه , طاهر النفس , صفي الروح , نقى الجسد , بعيدا عن الدنس والفحشاء والمنكر محفوفا بالرضا شاعرا بالسعادة الحقة منعما بالراحة النفسية .
والصوم فريضة يؤديها الإنسان متجنبا الماديات من أكل وشراب واستمتاع باللذات , أو إرضاء للهوى أو انغماس فى المكاره ؛ فهو فريضة روحية خالصة تتطلب طهارة النفس ونظافة الخلق فتصبح النفس فى مرتبة عالية عن طريق الاستقرار والأمن النفسى والطمأنينة والرضا والراحة ؛ فتتحقق للإنسان السعادة الحقة لمشاعره وأحاسيسه .
ياليتنا نصوم الصوم الذى نحقق به كل هذه المعانى !! فنرضى ربنا ونسعد أنفسنا .
يارب أنت الموفق والمستعان وعليك التكلان .
إعداد : الشيخ شحاته كتابة : أيمن شحاته