حكمة الصوم
( أ ) كل شئ فى العالم فى حاجة إلى راحة , فالآلات البخارية تستريح مدة وهى من بخار وحديد , فما بالك المعدة والإنسان من لحم ودم , وقد جعل الله الصوم فى رمضان لتقوية المعدة واستراحتها من دخول الطعام والشراب فيها كل النهار , قال تعالى : (( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا )) , وقد حدث طبيب ألمانى أن مريضا جاء بمرض المعدة وداواه بكل شئ فلم ينفعه شئ , ثم اختار أن يعالجه بعلاج صوم المسلمين يعنى الامتناع عن الطعام والشراب مدة أربع عشرة ساعة من قبيل الفجر إلى غروب الشمس بنظام معين مرتب , فرأى الشفاء ملموسا والنجاح محسوسا وبرئ من مرضه وقويت صحته ولبس حلل العافية والصحة .
( ب ) تعويد الإنسان تناول الطعام فى أوقات معلومة لإفطاره كل يوم بعد غروب الشمس وهذا يدعو إلى الدقة فى العمل وإجادة النظام وحسن الترتيب وأهم ذلك تقوية المعدة وإصلاحها .
( ج ) عرس الشفقة فى قلوب الأغنياء وبعث الألفة بالفقراء , فأنت ترى الغنى إذا ما صام أدرك ألم الجوع والعطش فيحن إلى المسا كين ويطعمهم لله رجاء ثوابه سبحانه وتعالى .
( د ) تعويد الصائم أن يتحلى بمكارم الأخلاق مثل الصبر على المكاره والحلم والشجاعة , والمروءة وعلو النفس , والطاعة والانقياد إلى آداب الشرع ويتجلى ذلك فى خضوع الصائم لفروضه وسننه فيترك المفطرات طيلة يومه .
( هـ ) إنها الفرصة السانحة لعبادة الله جل وعلا , والسوق الرابحة لكسب المحامد وجلب الكسب الوفير فى كثرة ذكره سبحانه واستغفاره , والصلاة السلام على حبيبه صلى الله عليه وسلم وعمل البر وفعل الخير .
ليتنا نعلم وليتنا نتعلم وليتنا نعمل وننتفع بما نتعلم ونكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه !!
قال تعالى :
- (( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )) .
- (( وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )) .
- (( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )) .
إعداد : الشيخ شحاته محمد كتابة : أيمن شحاته