5 - تابع : حول هجرة النبى صلى الله عليه وسلم
قبسات وأضواء وعظات وعبر
والآن الى الحديث عن هجرة النبى صلى الله عليه وسلم فقد جاء فى صحاح السنة وما رواه علماء السيرة أن أبا بكر رضى الله عنه لما وجد المسلمين قد تتابعوا مهاجرين إلى المدينة , جاء يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الآخر فى الهجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " على رسلك فإنى أرجو أن يؤذن لى : فقال أبو بكر : وهل ترجو ذلك بأبى أنت وأمى ؟ " قال : " نعم " فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده وأخذ يتعهدهما بالرعاية أربعة أشهر . وفى هذه الأثناء رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صارت له شيعة وأصحاب من غيرهم من غير بلدهم فحذروا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم وخافوا أن يكون قد أجمع على حربهم .
فاجتمعوا فى دار الندوة يتشاورون فيما يصنعون بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم , فاتفق رأيهم أخيرا على أن يأخذوا من كل قبيلة فتى شابا جلدا , ثم يأخذ كل منهم سيفا صارما ثم يضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه , كى لا يقدر بنو عبد مناف على حربهم جميعا وضربوا لذلك ميعاد يوم معلوم فأتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره بالهجرة وينهاه أن ينام فى مضجعه تلك الليلة ونتوقف هنا لنواصل الحديث إن شاء الله تعالى عن مرحلة التخطيط والأخذ بكل الأسباب الممكنة لذلك الحدث العظيم والخطير فى مسيرة الإسلام والدعوة والعمل الدقيق الذى يضمن خروج النبى صلى الله عليه وسلم سالما ومهاجرا من مكة .
والله المستعان .
إعداد : الشيخ شحاته .
كتابة : أيمن شحاته .