9 - تابع حول هجرة النبى صلى الله عليه وسلم
قبسات وأضواء وعظات وعبر
... هذا وقبل أن يغادر رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة نظر إليها قائلا والله إنك لأحب بلاد لله إلى الله وأحب بلاد الله إلي ولولا أن قومى أخرجونى منك ما خرجت ودعا الله سبحانه قائلا اللهم كما أخرجونى من أحب البلاد إليك فأسكنى أحب البلاد إليَّ .
غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة مسقط رأسه . بعد أن سخر منه قومه ورفضوا دعوته , وتمسكوا بعقيدتهم القديمة التى ألفوها , ولم يحكموا عقولهم ولم يعترفوا أن عبادة الأصنام من دون الله تعالى كفر وليس بعد الكفر ذنب , ولا بعد الشرك ضلال . قال تعالى : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ... " .
غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهو آسف لفراق قومه بعد أن صبر على أذاهم وجاهد وكافح سنين طويلة , فغادرهم ذلك النور الساطع والعلم الواسع , والهمة العالية , والنفس الأبية , والروح الطاهرة , والشخصية الجذابة المحبوبة , والوجه المشرق الدائم الابتسام , والخلق العظيم الذى لا ينطق عن الهوى .
لقد غادرهم ذلك الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم , الهادى إلى الصراط المستقيم ومبلغ رسالة رب العالمين .
ولو علمت قريش الحقيقة وتخلوا عن التعصب لتمسكوا بأهدابه وتعلقوا به واغترفوا من فيض علمه وبحور حكمته واهتدوا بهديه وتخلقوا بخلقه وفازوا بنعيم الدنيا والآخرة .
إن الرسول الكريم بهجرته قد ترك مكة فى ظلام دامس , فلما وصل إلى المدينة أشرقت أنواره فى جميع أرجائها فخرج القوم يستقبلونه بالبشر والسرور ويتسابقون لمشاهدة وجهه الصبوح ويتبركون به ويستضيفونه ويستمعون إلى حكمه البالغة وقد عبروا عن شعورهم بذلك بقولهم " طلع البدر علينا " .
ونتابع إن شاء الله تعالى
إعداد وإملاء : الشيخ شحاته . كتابه وتنسيق : أيمن شحاته .
موضوع: تابع 9 - حول هجرة النبى صلى الله عليه وسلم قبسات وأضواء وعظات وعبر 
الجمعة أكتوبر 21, 2016 1:01 am