الشيخ شحاته العوجى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الموفع الرسمى للشيخ شحاته العوجى
 
البوايةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلالسيرة الذاتية للشيخدخول

 

 الخطبة الرابعة عشرة ( الصحابى عمير بن سعد )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
shehata elawagy
Admin
Admin
shehata elawagy


عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 13/11/2012
الموقع : www.shehataelawagy.yoo7.com

الخطبة الرابعة عشرة ( الصحابى عمير بن سعد ) Empty
مُساهمةموضوع: الخطبة الرابعة عشرة ( الصحابى عمير بن سعد )   الخطبة الرابعة عشرة ( الصحابى عمير بن سعد ) Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 02, 2013 8:01 pm


الخطبة الرابعة عشرة ( الصحابى عمير بن سعد )
 
الحمد لله الذى نزل الكتاب بالحق وهو يتولى الصالحين .. يقبل من الأعمال ما كان خالصا لوجهه الكريم ، وأشهد ألا إله إلا الله يرفع أقدار العاملين المخلصين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله العارف بجلال ربه والمغفور له ما تقدم وما تأخر من ذنبه ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الذين صدقوا فى القول وأخلصوا فى العمل فكانوا قادة مصلحين .
أما بعد :-
   فيقول الله تعالى " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء "  ويقول " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " . 
        عباد الله الإخلاص إفراد الحق سبحانه بالطاعة بالقصد وهو أن يريد العبد بطاعته التقرب إلى الله تعالى بالمراقبة له والخوف منه والعمل لوجهه دون شئ  آخر من مصانعة لمخلوق أو اكتساب محمدة عند الناس أو محبة مدح الخلق أو أى معنى سوى التقرب إلى الله سبحانه ، قال بعضهم الإخلاص أن تكون حركة العبد وسكونه فى سره وعلانيته لله وحده لا يخالطه نفس ولا هوى ولا دنيا وقيل هو مقام الإحسان " أن تعبد الله كأنك تراه " وهذا مثل عظيم ونموذج رائع من نماذج المخلصين الخائفين المحبين العاملين من الصفوة أصحاب النبى الأمين صلى الله عليه وعلى آله ومن تبعه بإحسان وسار على نهجه  إلى يوم الدين .
        مثلنا الرائع فى الإخلاص والمراقبة لله هو " عمير بن سعد " رضى الله عنه وتمام اسمه عمير بن سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس الأنصارى ألاوسى ... صحابى كان عمر يسميه نسيج وحده وهى كلمة تطلق على الفائق ... صحب النبى صلى الله عليه وسلم وولاه عمر على حمص أما أبوه سعد فقد شهد بدرا وكان يقال لأبيه سعد القارئ وهو الذى يروى الكوفيون أنه أبو زيد الذى جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل سعد والد عمير بالقادسية شهيدا ، نسوق هذا النوذج الطيب المبارك ليكون قدوة للعاملين المخلصين وأسوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم للولاة المنيبين .
        عن أبى طلحة الخولانى قال : أتينا عمير بن سعد فى داره وكان يقال له نسيج وحده ويقول عبد الله بن هارون بن عنتره حدثنى أبى عن جدى عن عمير بن سعد الأنصارى قال بعثه عمر بن الخطاب عاملا على حمص فمكث حولا لا يأتى إلى عمر خبره فقال عمر لكاتبه اكتب إلى عمير فوالله ما أراه إلا قد خاننا " إذا جاءك كتابى هذا فأقبل وأقبل بما جبيت من فئ المسلمين حين تنظر فى كتابى هذا " قال فأخذ عمير جرابه فوضع فيه زاده وقصعته وعلق إداوته وأخذ عصاه ثم أقبل يتمشى من حمص حتى قدم المدينة قال فقدم وقد شحب لونه وأغبر وجهه وطال شعره فدخل على عمر فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله قال عمر ما شأنك قال ما ترى من شأنى ألست ترانى صحيح البدن ظاهر الدم معى الدنيا أجرها بقرونها ؟ قال عمر وما معك ؟ وظن عمر أنه جاءه بمال قال معى جرابى اجعل فيه زادى وقصعتى آكل فيها وأغسل فيها رأسى وثيابى وإداوتى أحمل فيها وضوئى وشرابى وعصاى أتوكأ عليها وأجاهد بها عدوا إن عرض لى فوالله ما الدنيا إلا تبع لمتاعى قال عمر فجئت تمشى ؟ قال نعم أما كان لك أحد يتبرع لك بدابة تركبها ؟ قال ما فعلوا . وما سألتهم ذلك فقال عمر بئس المسلمون خرجت من عندهم ! فقال عمير اتق الله يا عمر نهاك الله عن الغيبة وقد رأيتهم يصلون صلاة الغداة قال عمر فأين بعثتك ؟ وأى شئ صنعت ؟ قال وما سؤالك يا أمير المؤمنين ؟ قال عمر سبحان الله ! فقال عمير أما إنى لولا أخشى أن أغمك ما أخبرتك ، بعثتنى حتى أتيت البلد فجمعت صلحاء أهلها فوليتهم جباية فيئهم حتى إذا جمعوه وضعته مواضعه ولو نالك من شئ لأتيتك به ، قال فما جئتنا بشئ ؟ قال لا . قال جددوا لعمير عهدا قال إن ذلك شئ لا أعمله لك ولا لأحد بعدك والله ما سلمت بل لم أسلم لقد قلت لنصرانى أخزاك الله ، فهذا ما عرضتنى له يا عمر وإن أشقى أيامى يوم خلقت معك ، ثم استأذنه فأذن له فرجع إلى منزله وبينه وبين المدينة أميال فقال عمر حين انصرف عمير ما أراه إلا قد خاننا فبعث رجلا يقال له الحارث وأعطاه مائة دينار وقال انطلق إلى عمير حتى تنزل به كأنك ضيف فإن رأيت أثر شئ فأقبل وإن رأيت حالا شديدا فادفع إليه هذه المائة الدينار فانطلق الحارث فإذا هو بعمير جالس يفلى قميصه إلى جنب الحائط فقال له عمير انزل رحمك الله فنزل ثم ساءله فقال من أين جئت ؟ فقال من المدينة فقال كيف تركت أمير المؤمنين فقال صالحا. قال كيف تركت المسلمين قال صالحين قال أليس يقيم الحدود ؟ قال بلى ضرب ابنا له على فاحشة . فقال عمير اللهم أعن عمر فإنى لا أعلمه إلا شديدا حبه لك قال فنزل به ثلاثة أيام وليس لهم إلا قرصة من شعير كانوا يخصونه بها ويطوون حتى أتاهم الجهد فقال له عمير إنك قد أجعتنا فإن رأيت أن تتحول عنا فافعل قال فأخرج الدنانير فدفعها إليه فقال بعث بها أمير المؤمنين فاستعن بها قال فصاح وقال لا حاجة لى فيها فردها فقالت له امرأته إن احتجت إليها وإلا فضعها فى مواضعها فقال عمير والله مالى شئ أجعلها فيه فشقت المرأة أسفل الدرع فأعطته خرقة فجعلها فيه ثم خرج فقسمها بين أبناء الشهداء والفقراء ثم رجع والرسول يظن أنه يعطيه منها شيئا فقال له عمير أقرئ منى أمير المومنين السلام . فرجع الحارث إلى عمر فقال ما رأيت ؟ قال رأيت يا أمير المؤمنين حالا شديدا ! قال فما صنع بالدنانير قال لا أدرى قال فكتب إليه عمر إذا جاءك كتابى هذا فلا تضعه من يدك حتى تقبل فأقبل إلى عمر فدخل عليه فقال له عمر ما صنعت بالدنانير؟ قال صنعت ما صنعت وما سؤالك عنها قال أنشد عليك لتخبرنى ما صنعت بها قال قدمتها لنفسى قال رحمك الله فأمر له بوسق من طعام وثوبين فقال أما الطعام فلا حاجة لى فيه وقد تركت فى المنزل صاعين من شعير إلى أن آكل ذلك قد جاء الله بالرزق ولم يأخذ الطعام وأما الثوبان فإن أم فلان عارية فأخذهما ورجع إلى منزله ، فلم يلبث أن مات رحمه الله فبلغ ذلك عمر فشق عليه وترحم عليه وخرج يمشى ومعه المشاه إلى بقيع الغرقد فقال لأصحابه ليتمن كل رجل منكم أمنية فقال رجل يا أمير المؤمنين وددت أن عندى مالا فأنفق فى سبيل الله وقال آخر وددت أن لى قوة فأتيح بدلو زمزم لحجاج بيت الله فقال عمر بن الخطاب وددت أن لى رجلا مثل عمير بن سعد أستعين به فى أعمال المسلمين رحمه الله ورضى عنه . 
وكان عمير ممن شهد الخندق وما بعدها ... "رجال صدقوا ما عا هدوا الله عليه فمنهم من قضى نخبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ".
رضى الله عن عمير بن سعد  قدوة للعاملين وأسوة للصالحين ونموذجا حيا للصدق والإخلاص والأمانة ...
أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم .
...
11 من ذى القعدة 1430 هـ
الجمعة 30 اكتوبر 2009م
مسجد أم المؤ منين عائشة – حى الزيتون – بنغازى – ليبيا .
((( الشيخ شحاته محمد محمد العوجى )))
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shehataelawagy.yoo7.com
 
الخطبة الرابعة عشرة ( الصحابى عمير بن سعد )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الخطبة الرابعة (الأمر بالمعروف والنى عن المنكر)
» خطبة الرابعة وعشرون ( فضيلة الصدق )
» الخطبة التاسعة ( فضيلة الصبر )
» الخطبة الثالثة (المسجد فى الإسلام)
» الخطبة الثالثة والعشرون ( فضل يوم الجمعة )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشيخ شحاته العوجى :: خطب منبرية و المحاضرات و الدروس مسموعة :: المنبر المقروء ( خطب مكتوبة )-
انتقل الى: